حواء الكويتية أكثر تشاؤمًا من آدم
الكويت - حواء وآدم
كشفت دراسة نفسية حديثة قام بها الدكتور "عويد سلطان المشعان" رئيس قسم علم النفس بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الكويت- أن حواء الكويتية أكثر تشاؤمًا من آدم.. الدراسة أجريت على عينة من 718 موظفًا في القطاع الحكومي بواقع 350 من الذكور و368 من الإناث، والعينة متجانسة في العمر والخبرة والمستوى الاقتصادي والاجتماعي. وكانت الدراسة تحت عنوان "التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالاضطرابات النفسية والجسمية".
وتأتي أهمية الدراسة انطلاقًا من أن الدين الإسلامي يدعو إلى التفاؤل وينبذ التشاؤم، حيث يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: " لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل… " والطيرة هي التشاؤم من شيء ما.
وتُعرِّف الدراسة المتفائلين: أنهم هم الأفراد الذين يتوقعون عادة أحداثًا سارة تحدث لهم في المستقبل. في حين أن المتشائمين هم الأفراد الذين يتوقعون عادة أحداثًا سيئة.
وقد خلصت إحصاءات الدراسة إلى أن الذكور أكثر تفاؤلاً من الإناث، ويفسر الدكتور المشعان ذلك بأن السبب قد يرجع إلى طبيعة الرجل باعتباره أكثر جرأة وعملاً ومبادرة من المرأة في التعبير عن ذاته، وربما لأن الذكور في الكويت يتمتعون بفرص وخيارات أكثر مما يمكن أن تتاح للإناث، كما تتيح العوامل البيئية والثقافية للذكور فرصًا أكبر للتعبير عن آرائهم واتجاهاتهم، مع امتلاك الذكور إلى حد كبير ناصية القرار فيما يخص اختيار التعليم من حيث نوعه وإمكانية الاستمرار فيه، واختيار العمل، فضلاً عن اختيار الزوجة، وذلك مما يؤدي إلى نوع من الأمل والتفاؤل نحو المستقبل لدى الذكور أكثر من الإناث.
ويفسر "المشعان" تشاؤم الإناث بسبب أنهن يعانين من قلة الفرص المهنية المتاحة لهن، وعدم الاستقلالية والحرية في العمل، وعدم المشاركة في صنع القرار، وعدم تكافؤ الفرص بينهن وبين الرجال في شغل الوظائف القيادية، وشعور المرأة بالحرمان في مجتمعاتنا الشرقية من فرصة الوصول إلى مكانة في العمل من خلال الترقي إلى الوظائف القيادية أو الإشرافية، إذ لا تزال المرأة تعاني كثيرًا من التمييز ضدها. وهذا يزيد من تشاؤمها، وربما يؤدي تعرض الإناث إلى مواقف ضاغطة سواء في بيئة العمل أو المنزل إلى عدم قدرتهن على الأداء الوظيفي المناسب، وعدم التكيُّف الفعال. وهذه العوامل مجتمعة أسهمت في زيادة التشاؤم لدى الإناث مقارنة بالذكور.
ودلت النتائج الدراسية أيضًا على أن الذكور أكثر رضا وظيفيًا من الإناث، وكانت الإناث أكثر اضطرابًا نفسياً وجسميًا من الذكور، بسبب ما تضطلع به الإناث من الأعمال العديدة وما يقمن به من أعباء ومهام في المنزل؛ مما قد يؤدي إلى عدم قدرتهن على التوفيق بين مسئولياتهن. وهذا التعارض بين متطلبات الدور ترتب عليه زيادة ضغوط العمل على الإناث أكثر من الذكور، وهذا يزيد بالتبعية من معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية الجسيمة لدى الإناث مقارنة بالذكور.
وأوضحت الدراسة وجود علاقة عكسية بين التفاؤل والاضطرابات النفسية والجسيمة، فالتفاؤل يؤدي بالشخص إلى النظر للحياة بشكل أفضل وتفسير مرغوب لأحداثها، ويدعم ذلك الصحة الجسمية الجيدة. وفي نفس الوقت فإن الصحة الجسمية الجيدة تؤدي إلى توقع الأفضل في الحياة، أي أن هناك تفاعلاً بين الصحة والتفاؤل … فعند حدوث أي مرض فإن المتفائلين يتبعون بعناية أكثر النظام الطبي الذي وصف لهم، ويعدلون عن السلوكيات التي تتسبب في حدوث المرض. ويحدث العكس في حالة التشاؤم، فالمرض المتكرر يمكن أن يقود الشخص إلى توقع الأسوأ… أي التشاؤم، كما أن التشاؤم يمكن أن يضعف من الصحة النفسية والجسمية للفرد، حيث يضعف جهاز المناعة ويقلل من نسب الشفاء.
يؤكد الدكتور "عويد" أن المتفائلين أكثر قدرة على التكيف الفعال مع مواقف الحياة الضاغطة، ولديهم القدرة على اتخاذ الأساليب المباشرة في حل المشكلات التي تواجههم، وأنهم أكثر تركيزًا في نمط تفكيرهم، وأكثر إصرارًا على اجتيازها، وأكثر استخدامًا لأساليب المواجهة الفعالة التي تركز على المشكلة، ويزداد لجوء المتفائلين إلى التخطيط عند مواجهة موقف عصيب، والاستفادة من الخبرة والتعليم السابق
اقرأ في هذا الباب:
- البدانة تزيد خطر إصابة السيدات بالربو
- فلسطين: الإناث 7% من الشهداء
- الأردن: انخفاض الإنجاب بنسبة 43%
- مواساة نساء ضحايا الطائرة المصرية
- مؤتمر عربي للصحة المدرسية
حواء وآدم
الكويت - حواء وآدم
كشفت دراسة نفسية حديثة قام بها الدكتور "عويد سلطان المشعان" رئيس قسم علم النفس بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الكويت- أن حواء الكويتية أكثر تشاؤمًا من آدم.. الدراسة أجريت على عينة من 718 موظفًا في القطاع الحكومي بواقع 350 من الذكور و368 من الإناث، والعينة متجانسة في العمر والخبرة والمستوى الاقتصادي والاجتماعي. وكانت الدراسة تحت عنوان "التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالاضطرابات النفسية والجسمية".
وتأتي أهمية الدراسة انطلاقًا من أن الدين الإسلامي يدعو إلى التفاؤل وينبذ التشاؤم، حيث يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: " لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل… " والطيرة هي التشاؤم من شيء ما.
وتُعرِّف الدراسة المتفائلين: أنهم هم الأفراد الذين يتوقعون عادة أحداثًا سارة تحدث لهم في المستقبل. في حين أن المتشائمين هم الأفراد الذين يتوقعون عادة أحداثًا سيئة.
وقد خلصت إحصاءات الدراسة إلى أن الذكور أكثر تفاؤلاً من الإناث، ويفسر الدكتور المشعان ذلك بأن السبب قد يرجع إلى طبيعة الرجل باعتباره أكثر جرأة وعملاً ومبادرة من المرأة في التعبير عن ذاته، وربما لأن الذكور في الكويت يتمتعون بفرص وخيارات أكثر مما يمكن أن تتاح للإناث، كما تتيح العوامل البيئية والثقافية للذكور فرصًا أكبر للتعبير عن آرائهم واتجاهاتهم، مع امتلاك الذكور إلى حد كبير ناصية القرار فيما يخص اختيار التعليم من حيث نوعه وإمكانية الاستمرار فيه، واختيار العمل، فضلاً عن اختيار الزوجة، وذلك مما يؤدي إلى نوع من الأمل والتفاؤل نحو المستقبل لدى الذكور أكثر من الإناث.
ويفسر "المشعان" تشاؤم الإناث بسبب أنهن يعانين من قلة الفرص المهنية المتاحة لهن، وعدم الاستقلالية والحرية في العمل، وعدم المشاركة في صنع القرار، وعدم تكافؤ الفرص بينهن وبين الرجال في شغل الوظائف القيادية، وشعور المرأة بالحرمان في مجتمعاتنا الشرقية من فرصة الوصول إلى مكانة في العمل من خلال الترقي إلى الوظائف القيادية أو الإشرافية، إذ لا تزال المرأة تعاني كثيرًا من التمييز ضدها. وهذا يزيد من تشاؤمها، وربما يؤدي تعرض الإناث إلى مواقف ضاغطة سواء في بيئة العمل أو المنزل إلى عدم قدرتهن على الأداء الوظيفي المناسب، وعدم التكيُّف الفعال. وهذه العوامل مجتمعة أسهمت في زيادة التشاؤم لدى الإناث مقارنة بالذكور.
ودلت النتائج الدراسية أيضًا على أن الذكور أكثر رضا وظيفيًا من الإناث، وكانت الإناث أكثر اضطرابًا نفسياً وجسميًا من الذكور، بسبب ما تضطلع به الإناث من الأعمال العديدة وما يقمن به من أعباء ومهام في المنزل؛ مما قد يؤدي إلى عدم قدرتهن على التوفيق بين مسئولياتهن. وهذا التعارض بين متطلبات الدور ترتب عليه زيادة ضغوط العمل على الإناث أكثر من الذكور، وهذا يزيد بالتبعية من معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية الجسيمة لدى الإناث مقارنة بالذكور.
وأوضحت الدراسة وجود علاقة عكسية بين التفاؤل والاضطرابات النفسية والجسيمة، فالتفاؤل يؤدي بالشخص إلى النظر للحياة بشكل أفضل وتفسير مرغوب لأحداثها، ويدعم ذلك الصحة الجسمية الجيدة. وفي نفس الوقت فإن الصحة الجسمية الجيدة تؤدي إلى توقع الأفضل في الحياة، أي أن هناك تفاعلاً بين الصحة والتفاؤل … فعند حدوث أي مرض فإن المتفائلين يتبعون بعناية أكثر النظام الطبي الذي وصف لهم، ويعدلون عن السلوكيات التي تتسبب في حدوث المرض. ويحدث العكس في حالة التشاؤم، فالمرض المتكرر يمكن أن يقود الشخص إلى توقع الأسوأ… أي التشاؤم، كما أن التشاؤم يمكن أن يضعف من الصحة النفسية والجسمية للفرد، حيث يضعف جهاز المناعة ويقلل من نسب الشفاء.
يؤكد الدكتور "عويد" أن المتفائلين أكثر قدرة على التكيف الفعال مع مواقف الحياة الضاغطة، ولديهم القدرة على اتخاذ الأساليب المباشرة في حل المشكلات التي تواجههم، وأنهم أكثر تركيزًا في نمط تفكيرهم، وأكثر إصرارًا على اجتيازها، وأكثر استخدامًا لأساليب المواجهة الفعالة التي تركز على المشكلة، ويزداد لجوء المتفائلين إلى التخطيط عند مواجهة موقف عصيب، والاستفادة من الخبرة والتعليم السابق
اقرأ في هذا الباب:
- البدانة تزيد خطر إصابة السيدات بالربو
- فلسطين: الإناث 7% من الشهداء
- الأردن: انخفاض الإنجاب بنسبة 43%
- مواساة نساء ضحايا الطائرة المصرية
- مؤتمر عربي للصحة المدرسية
حواء وآدم