ريح المخيم مفلوتة، تضخ ترابا!
ريح صرصر تنحر الظهيرة الخجلى
فتجوح الشمس في العالي!
تجوح كبهيمة مذبوحة!
بعدها هطلت، فتعبأ صحن الكوخ، فهاج الولد إلى أزقة صارت أنهارا!
هاج الولد، واستقر على المصب عند ملتقى السيول!
استقر الولد!
ارتجف طويلاً، يرقب سطح البركة الهادر، وأفق الله المسدود!
وكان برق، وقصف رعد!
وضفادع صارت تقفز مهتاجة!
وظلّ الولد حتى اندحرت هجمتها، ثمّ انقشعت!
فعادت شمس الله تغادر غفوتها!
وجاء نور، ففرح الولد!
ثمّ أضاءت، فلمع الرمل!
ضربه بأصابع رجليه، ثمّ تقافز مكتشفاً زهرة قد بقيت!
وهجم الولد!
فانزلقت، وانزلق معها!
هويا مع كتلة وحل، وضجّ السطح!
غاص الولد!
غاص كحجر، فاتسعت دوائر ثمّ ضاقت على عجل، وانفقأت آخر فقاعة!
وآخر خيط لشمس الدنيا عبر كهف أسود!!